مطار القليعات: شريان الشمال اللبناني نحو التنمية الشاملة

*مطار القليعات: شريان الشمال اللبناني نحو التنمية الشاملة.*
*بقلم د. علا عيد*

القليعات، لبنان – يُعد مطار القليعات الدولي، الواقع شمال لبنان وتحديدًا في محافظة عكار، مشروعًا حيويًا ومحوريًا يمثل حجر الزاوية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة الشمالية على وجه الخصوص، وفي لبنان ككل. فالمطار لا يقتصر دوره على كونه بوابة للنقل الجوي، بل يتجاوز ذلك ليصبح محركًا أساسيًا لتعزيز السياحة، دفع عجلة التجارة، وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى مساهمته الفاعلة في تحسين البنية التحتية المحيطة به.

*مطار القليعات: نظرة عامة*
منذ إنشائه، يهدف مطار القليعات الدولي إلى توفير نقطة وصل استراتيجية بين لبنان وباقي دول العالم. إنه مرفق حيوي يدعم الاقتصاد اللبناني عبر تسهيل حركة الركاب والبضائع، ويُعد منصة انطلاق للنمو في المنطقة الشمالية التي طالما احتاجت إلى مثل هذه المشاريع التنموية الكبرى.
دور حيوي في التنمية الاقتصادية
يُلقي مطار القليعات بظلاله الإيجابية على عدة قطاعات اقتصادية، أبرزها:
١. *إنعاش السياحة*: بفضل موقعه القريب من وجهات سياحية رئيسية مثل طرابلس، صور، ومناطق الجبل الخلابة، يسهل المطار وصول السياح الأجانب والمغتربين، ما ينعش الفنادق والمطاعم وشركات النقل السياحي، ويدعم الاقتصاد المحلي بشكل مباشر.
٢. *تعزيز التجارة الدولية*: يمتلك المطار إمكانات هائلة ليصبح مركزًا لوجستيًا إقليميًا، حيث يسهل نقل البضائع بين لبنان والأسواق العالمية. هذه القدرة على الربط تساهم في زيادة الصادرات اللبنانية من المنتجات الزراعية والصناعية، وتفتح آفاقًا جديدة للمشاريع اللبنانية الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى قاعدة أوسع من المستهلكين.
٣. *خلق فرص عمل وفيرة*: مع توسع نشاط المطار، يزداد الطلب على الأيدي العاملة في مجالات متعددة مثل الخدمات اللوجستية، إدارة الطيران، الأمن، والضيافة. هذا يساهم بشكل كبير في تقليص معدلات البطالة ويعزز الدخل المحلي للأفراد والأسر في المنطقة.
٤. *دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة*: من خلال تسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية والمحلية، يقدم المطار دعمًا حيويًا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الشمال، خاصة تلك التي تعتمد على التصدير أو استيراد المواد الخام، ما يعزز ريادة الأعمال والابتكار.
مساهمة فعالة في التنمية الاجتماعية
لا يقتصر تأثير مطار القليعات على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل أبعادًا اجتماعية مهمة:
٥. *تحسين البنية التحتية*: يُعد المطار جزءًا لا يتجزأ من جهود تحديث البنية التحتية في الشمال اللبناني. فالمرافق الحديثة والمتطورة التي يوفرها، تعمل كجسر يربط بين مناطق الشمال والجنوب، مما يعزز شبكة النقل الوطنية ويحسن من سهولة التنقل.
٦. *دعم التواصل والتبادل الثقافي*: يساهم المطار في تسهيل حركة السفر الشخصي والتجاري بين لبنان والعالم، مما يعزز التفاعل الثقافي والاقتصادي، ويفتح الأبواب أمام تبادل الخبرات والمعارف.
٧. *جذب الاستثمارات*: يُشكل مطار القليعات نقطة جذب للمستثمرين المحليين والأجانب الذين يبحثون عن فرص لإقامة مشاريع تجارية أو سياحية في الشمال، ما يدعم برامج التنمية المستدامة ويعزز النمو في المنطقة.
تحديات في الأفق
على الرغم من إمكانياته الواعدة، يواجه مطار القليعات عددًا من التحديات التي قد تؤثر على مساره التنموي:
٨. *الحاجة إلى تحديثات مستمرة*: يتطلب المطار استثمارات مستمرة في تحديث بنيته التحتية ومعداته لمواكبة التطورات العالمية في قطاع الطيران.
٩. *البنية التحتية المحيطة*: تحتاج الطرق والبنية التحتية المحيطة بالمطار إلى تحسينات كبيرة لضمان سهولة الوصول وتسهيل حركة النقل من وإلى المطار.
١٠. *التحديات الأمنية*: تُعد المسائل الأمنية أولوية قصوى، وتتطلب المنطقة تأمينًا مستمرًا لضمان سلامة الركاب والبضائع، وهو أمر لا يزال يشكل تحديًا في ظل الظروف الراهنة.
*آفاق مستقبلية*
يُعد مطار القليعات ركيزة استراتيجية للبنان في قطاعات النقل والسياحة والتجارة. إنه محفز رئيسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي في الشمال، ودوره محوري في تعزيز الحركة الاقتصادية والتجارية. بتطوير البنية التحتية المحيطة، وتجاوز التحديات الأمنية واللوجستية، يمكن لهذا المطار أن يحقق إمكانات أكبر بكثير في دعم الاقتصاد اللبناني ودفعه نحو تنمية مستدامة.