كتاب مفتوح من إتحاد بلديات الدريب الأوسط إلى وزير الداخلية

معالي وزير الداخلية حضرة القاضي المحترم،
ولا أعلم إن كان هناك لقب آخر أرفعه إليكم ليصل صوتي إلى مسامعكم.
من القلب اللبناني الوفي، أتوجه إليكم أنا رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط، عبود مرعب.
لقد كانت عكار الحبيبة، عنواناً للكرم وحسن الضيافة، حيث فتحت أبوابها لكل ضيف قصدها في ظل هذا العدوان الاسرائيلي، واحتضنت إخوتنا النازحين من سوريا. ولكننا اليوم، ومع تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية، نجد أنفسنا في مواجهة تحديات تهدد استقرارنا، خاصة في منطقة الدريب الأوسط.
الوضع الأمني بات مقلقاً، وآخر الأمثلة على ذلك كان سرقة كابلات الاتصالات علناً وأمام الجميع، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية ولكن مع الأسف لم يكن هناك أي تدخل فعال يردع هذه الجرائم. ورغم الاتصالات المتكررة للإبلاغ عن تلك الحوادث، نجد أن الحجج مثل “قلة العتاد والعديد” أصبحت ذريعة للتقاعس. وفي المقابل، إذا أقدم أي فقير على وضع قطعة حديد أو حجر لحماية نفسه من المطر أو الحر، نجد الأجهزة الأمنية بكل عدتها وعديدها حاضرة بسرعة لمعالجة “هذا التهديد العظيم” للأمن القومي.
معالي الوزير،
أنا أنقل لكم صرخة اهل عكار، لأنهم يعيشون في كل يوم حالة من الخوف والقلق.
رغم رغبتنا الصادقة في دعم القانون والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية التي هي حجر الزاوية في حفظ الأمن الداخلي، إلا أن غياب الحلول يجعل التفكير في الأمن الذاتي خياراً مطروحاً، وهو ما لا يصب في مصلحة الوطن أو استقراره.
إن تطلعاتنا بسيطة وواضحة: نريد الأمان والاستقرار. لا نسعى فقط للعيش، بل للشعور بالأمان المطلق في منازلنا وعلى طرقاتنا وفي مؤسساتنا، حيث أصبح ترك المنزل او المؤسسة او حتى التنقل بأمان شبه مستحيل في ظل السرقات وقطع الطرقات.
أهيب بكم، معالي الوزير، أن تتحركوا بسرعة لإيجاد حلول فعالة وعاجلة. هذه الرسالة ليست مجرد شكوى، بل هي نداء واجب ومسؤولية، تذكير بمهمتكم في حماية المواطنين وتعزيز الأمن. إننا بحاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية وإعادة الثقة إلى قلوب أهل الشمال، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي نعيشها في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم، ونحن نستذكر عيد الاستقلال.
أذكّركم، معالي الوزير، بأن غياب العقاب يفتح المجال أمام الفوضى، وأن التساهل مع السارق والمجرم يهدد أمن الوطن بأكمله. هذا الوضع يضعنا كاتحادات وبلديات في موقف حرج، وقد يضطرنا إلى التفكير في اللجوء إلى الأمن الذاتي، وهو خيار نأمل ألا نصل إليه.
أخيراً، أوجّه هذا الخطاب إلى كل مسؤول أمني في هذا الوطن. المسؤولية اليوم جماعية، وعلى الجميع أن يعمل بكل قوة وإخلاص للحفاظ على أمن لبنان الحبيب ومستقبل أبنائه.
للتوضيح بهذا البيان لا اقصد ان قدوم ضيوفنا من الجنوب او غيره هو سبب التفلت الامني حتى لا يصطاد احد بالماء العكر او يفسر كلامي اني اتهم ضيوفنا لا بل من يقوم بهذه السرقات والتعديات هم من أبناء عكار ومعروفين من قبل الاجهزة الامنيه.
مع فائق احترامي وتقديري،
رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط عبود مرعب.