بين أسطورة الوشاية وواقع سقوط الهيبة والبكاء على الاطلال..
ميراز الجندي|كاتب ومحلل سياسي
في عالم السياسة الجدية، لا مكان للعواطف ولا للخيال. الدول الكبرى لا تُبني قراراتها على “وشاية،بخ السم” طرف لبناني بآخر، بل على معطيات دقيقة، تراكمات سلوك، وتحالفات ومواقف تمت دراستها بعمق.
الولايات المتحدة الأميركية ليست بحاجة لمن “يُخبرها” عمّن يخرق القوانين أو يتورط في ملفات الفساد، او لا يلتزم بتعهدته وقسمه أو يتبع أجندات خارجية تهدد السيادة الوطنية.
تمتلك أجهزة استخبارات هي الأكثر تطورًا في العالم، ومراكز أبحاث قادرة على تحليل أدق التحركات السياسية.
كذلك المملكة العربية السعودية، ليست دولة هامشية، بل لاعب إقليمي محوري يُعيد صياغة دوره الإقليمي والدولي بثبات وفعالية. لا تنتظر من خصم سياسي لبناني أن “يفضح” من فقدت الثقة به، ولا تُقرر شراكاتها بناء على أقاويل، بل على ملفات.
من هنا، فإن لجوء بعض السياسيين اللبنانيين إلى شماعة “الوشاية ” لتبرير القطيعة مع عواصم القرار، ليس إلا اعترافًا مبطنًا بسقوط هيبتهم، وضيق خياراتهم، وفقدانهم القدرة على التأثير.
المعادلة واضحة:
– من احترف الازدواجية بين الدولة والدويلة، عليه أن يتحمّل نتائج خياراته.
– من جعل ولاءه لمحاور خارجية أولوية على حساب لبنان، لا يُفاجأ عندما يُنبذ.
– من أسهم في تثبيت الفساد والزبائنية، لا يتوقع أن تُكافئه الدول على “مرونته”.
السذاجة السياسية أن يعتقد البعض أن واشنطن أو الرياض – أو غيرهما – تنتظر من يبلغها عن “فلان” لتغيّر موقفها.
والأخطر، أن بعض هؤلاء لا يزالوا يتعاملون مع الدولة كغنيمة، ومع المواقع كملك خاص، وعندما تتغير الرياح، يتهمون الآخرين بأنهم “باعوهم” أو “تآمروا عليهم”.
الواقع أن ما يُسمى “وشاية” هو، في جوهره، حقيقة موثقة وصلت إلى من يهمهم الأمر، وصار من الصعب التغطية عليها.
والسؤال الحقيقي لم يعد: “من وشى؟”، بل: “لماذا هناك ما يُخشى كشفه؟”
لبنان اليوم بحاجة إلى
شفافية، شجاعة ومكاشفة. لا مجال بعد الآن لسياسيين يُخفون فشلهم وراء نظريات المؤامرة. من خرج من دائرة الثقة الدولية، فليبحث في سلوكه، لا في خصومه. ومن سقطت أوراقه، فليتوقف عن اتهام الريح.
إن سياسة “رمي التهم” لم تعد تنطلي على أحد. والمواجهة الحقيقية اليوم ليست بين أطراف لبنانية، بل بين مشروع دولة حقيقية، ومجموعة أعاقت قيامها لعقود.
كفى اختباء خلف شماعات.
كفى تهرّبًا من المسؤولية.
كفى أوهامًا عن حجمٍ لم يعد موجودًا.
الزمن تغيّر، والخطاب تغيّر، والمحاسبة آتية… شاء من شاء وأبى من أبى.
#دولة_لا_دويلة #شفافية_لا_تخوين
#حل #ميراز_الجندي
بين أسطورة الوشاية وواقع سقوط الهيبة والبكاء على الاطلال..

22 Springtime Break Suggestions for Guns N Roses slot free spins Household on a tight budget To possess 2025
الإعلامي عبدالحميد صالح يتقدّم بالشكر لموقع “عكار أولاً” ولرئيس تحريره الأستاذ محمود شتيوي
“حين تعود السياسة إلى الناس: قراءة في نموذج الحاج وليد البعريني”
عضو بلدية طرابلس عبدالله زيادة يكشف حصيلة 6 أشهر: إقرار كوتا 3% لذوي الإعاقة وفتح ملف ملكية شبكات الصرف الصحي
المال الانتخابي في عكار: بين القيمة الإنسانية والصفقات الانتخابية
منظومة السلاح والفساد: حين تتحوّل الانتخابات إلى ورشة ترهيب وتنفيعات.