الجامعة اللبنانية في عكار… بين الواقعية والتوظيف السياسي
ميراز الجندي – كاتب ومحلل سياسي
لست من المتشائمين، لكن الواقعية تفرض نفسها في نقاش أي مشروع وطني أو إنمائي، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بأبسط حقوق الناس، كالجامعة والتعليم.
الجيش اللبناني مشكور على تخصيصه قطعة أرض لإقامة فرع للجامعة اللبنانية في عكار، لكن السؤال الجوهري: هل تكفي هذه الأرض لتأسيس حرم جامعي متكامل يليق بأبناء المنطقة؟
الجواب بكل وضوح: لا.
ثم، هل من المنطقي أن تُنشأ جامعة مدنية وسط نطاق منطقة عسكرية محصورة ومحدودة الحركة؟
الجواب الواقعي أيضًا: لا.
وإذا نظرنا إلى الموقع الجغرافي من حيث سهولة الوصول، البنية التحتية، وشبكة الطرقات، فهل يُعتبر الموقع المطروح مناسبًا؟
الجواب: أيضًا لا.
من هذا المنطلق، ما يُطرح اليوم عن “فرع الجامعة اللبنانية” قد لا يتعدى كونه خطوة رمزية أو “تنفيسة انتخابية”، لا مشروعًا أكاديميًا وطنيًا شاملًا. قد يصلح المكان لبعض الكليات أو التخصصات الأمنية نظرًا لطبيعته، لكنه لا يلبي طموح أبناء عكار الذين حُرموا لسنوات من حقهم في التعليم الجامعي الرسمي.
أما في ما يتعلّق بالمستشفى العسكري المزمع إنشاؤه، فالمعطيات مختلفة تمامًا. الأرض كافية، والموقع مناسب، والغاية واضحة. وعليه، فإن احتمالات نجاح مشروع المستشفى تبدو أكثر واقعية وجدّية، وقد يشكّل إنجازه نقلة نوعية في خدمات الصحة والأمن في المنطقة.
الواقعية ليست تشاؤمًا، بل مسؤولية. ولا يمكن بناء دولة أو جامعة أو مستشفى على شعارات لا تستند إلى تخطيط سليم.
**#عكار_تستحق
الجامعة_اللبنانية
ميراز_الجندي
