أخبار محلية

في رحيل أهل الفضل… الحاج محمد عارف الحموي حاضرٌ فينا وإن غاب جسده

*في رحيل أهل الفضل… الحاج محمد عارف الحموي حاضرٌ فينا وإن غاب جسده*

*بقلم: الصحافي محمود النابلسي*

في الحادي عشر من حزيران عام 2013، رحل عنّا رجلٌ من رجالات طرابلس الأوفياء، ممن خدموا هذه المدينة بصمت، وتركوا فيها من العطر ما يفوح إلى اليوم.
إنه الحاج محمد عارف الحموي، القريب والجار ، والراحل بصمت ، المتواضع والمهيب ، والمربّي الفاضل، الذي أحب طرابلس وأهلها، وجعل من حياته وقفًا لخدمة العلم والكرامة والهوية الأصيلة.

لم يكن الحاج محمد عارف مجرد شخصية اجتماعية عابرة، بل كان من الرجال الذين ثبتوا في وجه محاولات طمس ملامح طرابلس في الثمانينات في وجه الظالمين آنذاك ، ومن المؤمنين بأن المدينة لا تُصان إلا بالعلم والكرامة، ولا تُبنى إلا بالأخلاق والصدق.

تميّز رحمه الله بحب عميق للناس، لا فرق عنده بين غنيّ وفقير، أو قريب وبعيد. عاش بسيطًا، ومات كريمًا، لكنه ترك في كل قلبٍ مرّ به أثراً لا يُنسى .
كان للعلم وأهله مكانة رفيعة وتقدير عال في نفسه خاصةً أهل القرآن ، إذ حمله بقناعة، وربّى أبناءه عليه، وكان مؤمنًا أن طرابلس لا تستعيد مجدها إلا حين تسترجع لقبها الحقيقي: “مدينة العلم والعلماء.”

ولعلّ هذا الإيمان الصادق هو الذي أورثه لنجله، فضيلة الشيخ الدكتور محمد رامز الحموي، الذي نذره للعلم والقرآن منذ دراسته الإعدادية ، وأخذ على عاتقه إكمال المسيرة المباركة. واليوم، بفضل الله ثم بجهده وعزيمته، يتولى الدكتور محمد قيادة مجمّع شرعي وقفي هو من المجمّعات الكبرى ذائعة الصيت والوازنة في لبنان والمنطقة ، وعلامة بارزة في نشر العلم وتصديره من الفيحاء للعالم بجهود هذا الشاب الواعد قصدت به الدكتور الحموي ، وهو وقف مجمّع النور التربوي، الذي بات منصةً للعلم، ومنارةً للجيل الصاعد، وفخرًا لطرابلس ووجهها الحقيقي.

لقد نذر الدكتور محمد نفسه لتطوير المؤسّسات التربوية، ودعم البيئة التعليمية، وتوسيع مجالات النور التي كان والده رحمه الله أول من أشعل فتيلها في قلبه ونذره لذلك كما يعلم المقربون منه هذا الأمر رحمه الله .
فما بين الوالد والابن، مسيرة واحدة، عنوانها الثبات، وغايتها النهوض، ووقودها الإيمان بالله وخدمة الناس.

في ذكراك يا حاج محمد عارف، نذكرك بعطائك، بتواضعك، بثباتك على الحق في زمن كثرة المغريات ، وبمحبتك الصافية لهذه المدينة وأهلها.
نسأل الله أن يرفع مقامك، ويجعل علمك وعملك في ميزان حسناتك، وأن يبارك في أهلك وذريتك، ويكتب لابنك الدكتور محمد التوفيق في حمل الأمانة، وإحياء الرسالة، وتجديد نهضة العلم في طرابلس الفيحاء.

#رحمك_الله
#مدينة_العلم_والعلماء
#مجمّع_النور_التربوي
#الشيخ_محمد_عارف_الحموي
#الوفاء_لأهل_الفضل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى