أخبار محلية

فشــلتم في التنظـيم…فكيف تلومون الناس؟؟؟



ميراز الجندي | كاتب ومحلل سياسي



في كل استحقاق انتخابي، يُعاد إنتاج الخطاب ذاته: لوم الناخبين، واتهام الناس بالخضوع أو القبول بالواقع، وكأن الشعب هو العقبة الوحيدة في وجه التغيير. هذه الرواية ليست فقط خاطئة، بل خطيرة، لأنها تُخفي مكمن العلّة الحقيقي: غياب التنظيم، وتكرار الأخطاء، والشلل في بناء البديل.

البيارتة كما الطرابلسيين، لم يرفضوا التغيير..


بل لم يجدوا من يقدّمه بصيغته الراقية، الواضحة، والمقنعة. وجدوا تشرذمًا، مشاريع مشتتة، لوائح متعددة، و”الأنا” متضخّمة على حساب أل “نحن”. فكيف يُلام الناس، إن لم يُمنَحوا خيارًا موحّدًا وجديرًا بالثقة؟

لا يكفي أن يكون المرشح نزيهًا، بل يجب أن يكون جزءًا من مشروع منظم، واضح المعالم، قادر على خوض معركة الرأي العام لا استعراضها.
لا يكفي رفع الشعارات السيادية، إن لم تُترجم إلى وحدة سياسية تُخاطب وجدان الناس بلغة الفعل، لا التنظير.

مسؤولية سعد الحريري وتيار المستقبل

يتحمل سعد الحريري شخصيًا وتياره مسؤولية كبرى، إذ نحصد اليوم ما زرعه من سياسة “الأنا أو لا أحد”، وترك البلاد في حالة من الفراغ السياسي. في 24 كانون الثاني 2022، أعلن الحريري تعليق نشاطه السياسي وغادر لبنان، تاركًا خلفه الطائفة السنية في فراغ، وتيار المستقبل بلا قيادة، وبلدًا يعاني من أعمق أزمة اقتصادية في تاريخه.

يا ليته ترك وأعلن العزوف عن السياسة، بل مع كل ذكرى لاغتيال والده يعود ويشد العصب السني ويوهم الجمهور بالشعارات حتى لا يترك المجال لغيره، ومن بعدها يغادر ويكتفي بالتغريدات والتهاني.

ضعف المشاركة: نتيجة حتمية للفراغ واللامبالاة…

الانتخابات البلدية الأخيرة، أظهرت الأوهام التي بُنيت، وكشفت غرور البعض وعقلياتهم المتحجرة. سقطوا في حفرة تعاليهم، فَرَضوا على أنفسهم هزيمة مبكرة. لقد رسمت هذه الانتخابات الحدّ الفاصل بين النفاق والوضوح، وبين الجبن وشجاعة المواجهة.

من يريد التغيير الحقيقي، عليه أن يبدأ من تنظيم نفسه. أن يبني جسور الثقة مع الناس، لا أن يُملي عليهم المواقف، ثم يلومهم على خياراتهم.

لقد آن الأوان لنقولها بوضوح: لا تغيير بلا تنظيم. لا مشروع وطني بلا وحدة. والمحاسبة لا تكون بمهاجمة الناس، بل بمراجعة الأداء والاعتراف بالخلل والعمل على تجاوزه.

#حل 
#ميراز_الجندي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى