حين تصبح المناصب لعنة… لا خدمة للوطن

حين تصبح المناصب لعنة… لا خدمة للوطن
د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي
لقد آنَ الأوان أن نقولها بصوتٍ لا يخاف ولا يُساوم،
المنصبُ العامُّ ليس بابًا للترف، ولا جسرًا نحو الثراء، ولا وسيلةً لتكديس النفوذ، بل أمانةٌ في عنق صاحبها أمام الله والوطن والشعب.
لكنّ ما نشهده اليوم هو خيانةٌ متكرّرةٌ لهذه الأمانة، حتى تحوّلَت الدولة إلى كيانٍ فارغٍ من القيم، والمواطنُ إلى مجرّد رقمٍ في طوابير الانتظار والذلّ.
البرلمانُ صار مسرحاً للمزايدات، والوزارةُ صارت شركةً خاصة، والحكومةُ أصبحت صفقةً بين أصحاب المصالح.
لقد ضاعَ الوطن لأنّ من حَكمه لم يعرف معنى الحكم، ومن شغل المنصب لم يدرك أنه خادمٌ للشعب لا سيّدٌ عليه.
ومن باع ضميره في مزاد السياسة، باع مستقبلَ وطنٍ بأكمله.
كلُّ نائبٍ صمت عن الحقّ، وكلُّ وزيرٍ أخفى الحقيقة، وكلُّ رئيسٍ رضيَ بالفساد، هم شركاءُ في جريمةٍ واحدةٍ اسمها خيانةُ الشعب.
لن يُغفر لهم التاريخ، ولن تُسامحهم الأجيال القادمة، لأنّهم حوّلوا وطنَ الأرز إلى حطامٍ من الفوضى والانهيار.
كفى كذباً، كفى نهباً، كفى استهتاراً بمصير الناس.
إنّ كرامةَ اللبنانيّ أغلى من كلّ قصورهم…
وإنّ دموع الأمهات أثمن من كراسيّهم…
وإنّ التاريخ لن يرحم من خان الأمانة مهما طال الزمن
أيّها الشعب اللبناني،
لقد صبرتم كثيراً، وصمتّم كثيراً، وآنَ أوانُ النهوض.
هذه الأرض لن تُنقَذ إلّا بأبنائها الأحرار، لا بالتابعين ولا بالمرتشين.
حاسِبوا من سرقكم، وواجهوا من خذلكم، ولا تهابوا من تآمر عليكم.
فالوطن لا يُبنى بالسكوت، بل بالجرأة، ولا يُصان بالولاء للأشخاص، بل بالإخلاص للحقيقة.
ليكن شعار المرحلة…لا قداسةَ فوق المحاسبة، ولا أحدَ أكبر من الوطن.
أعلنها صرخةً في وجه كلّ فاسدٍ ومنافقٍ ومتواطئٍ مع الانهيار…إنّ وطننا ليس للبيع، وليس إرثًا تتقاسمه العائلات السياسية،
بل وطنٌ حرٌّ، سيعود لأبنائه الشرفاء، مهما طال ليل الظلم والفساد.
من خدم الشعب فله المجد،
ومن خان الأمانة فله المحاكمة.



