أخبار محلية

الحاج وليد البعريني… صانع اللوائح ومهندس القرار الانتخابي في عكار

د. علا عيد

في زمن تختلط فيه المواقف السياسية بالمصالح، ويصبح الولاء أحيانًا أداة لابتزاز الإرادة الوطنية، يظهر وليد البعريني كاستثناء صارخ، يثبت يوميًا أن الاستقلالية ليست مجرد شعار انتخابي، بل فلسفة حياة سياسية وجدانية. فالبعريني ليس من أولئك الذين ينتظرون الضوء الأخضر من أحد أو يفرض عليهم أحد “من يجب أن يكون بجانبهم” أو “كيف يجب أن تتشكل اللائحة الانتخابية”. على العكس، هو من يشكّل لائحته وفق رؤيته وأولوياته، مدفوعًا بالالتزام الحقيقي تجاه ناخبيه، لا تجاه أي قوة خارجية أو زعيم سياسي.

لقد أثبت البعريني، منذ خطواته الأولى في الساحة السياسية، أنه لا يساوم على استقلاليته الفكرية والسياسية. فلسفة الرجل تتجاوز الحسابات الضيقة، وتعكس فهمًا عميقًا لمسؤولية المواطن والمجتمع في زمن تحاصره السياسات الترهلية والانقسامات الطائفية والمصالح الضيقة. كل خطوة انتخابية يخطوها، وكل شخص يختاره في لائحته، ليس مجرد اختيار سياسي تقليدي، بل تعبير عن رؤية فلسفية للتمكين الذاتي للمواطن، وعن اعتراف بأن السياسة، قبل أن تكون صراع مواقع، هي فعل وعي وإرادة.

البعريني لا يختبئ خلف التحالفات المصلحية، ولا يسمح لأي أحد أن يفرض عليه خياراته. في هذا السياق، يبدو خطاب “تشكيل اللائحة” عنده أكثر من مجرد عملية تنظيمية؛ إنه إعلان جدّي بأن القيادة الحقيقية تبدأ من الشخص قبل أن تبدأ من الموقع، وأن التبعية الفكرية والسياسية ليست مجرد عيب شخصي، بل تهديد لمستقبل الديمقراطية في لبنان. كل ناخب يعرف أن من يقف أمامه ليس مجرد مرشح، بل شخصية تحمل رؤية متكاملة للتغيير، وتحترم عقلية المواطن وتختار وفق قناعات وطنية أصيلة.

وهنا تكمن قيمة هذا النهج: ليس فقط في استقلالية القرار، بل في القدرة على الجمع بين الكفاءة والخبرة والمصداقية، بعيدًا عن أي إملاءات أو ضغوط. البعريني لا يملي عليه أحد من يكون إلى جانبه، لكنه يختار دائمًا من يشارك رؤيته ويعمل من أجلها، من أجل لائحة صلبة، متماسكة، قادرة على ترجمة برامجها إلى واقع ملموس.

في النهاية، ما يميّز البعريني ليس مجرد أنه “يشكّل لائحته بيده”، بل أن هذا الفعل يترجم فلسفة وجدانية عميقة: السياسة ليست مجرد لعبة مواقع أو مصالح، بل هي التزام أخلاقي وفكري تجاه الشعب. وهنا، يصبح كل ناخب أمام خيار واضح: دعم من يقف على قدميه بقوة، لا من يختبئ وراء أحد، ومن يختار إرادته قبل أي مصالح خارجية.

البعريني، منذ اليوم الأول، أثبت أنه لم يكن تابعا لأحد، ولن يكون، لأن الإرادة الحرة والفكر المستقل هما حجر الزاوية لأي مشروع نهضوي حقيقي في لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى