أهالي عكّار: الانتخابات البلدية فرصة لا يجب أن نُهدرها

*أهالي عكّار: الانتخابات البلدية فرصة لا يجب أن نُهدرها*
*بقلم: الدكتورة علا عيد*
في خضمّ الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، تبقى *عكّار* واحدة من أكثر المناطق التي دفعت ثمن الإهمال والتهميش المزمن. ومع ذلك، يظلّ في هذه الأرض الطيبة متّسعٌ للأمل والعمل، خصوصًا حين يُتاح لأهلها التعبير عن إرادتهم من خلال صناديق الاقتراع، كما هو الحال في *الاستحقاق البلدي والاختياري المرتقب*.
الانتخابات البلدية ليست محطة عابرة، بل هي *فرصة حقيقية لإحداث تغيير فعلي من القاعدة*. فالمجالس البلدية هي الركيزة الأولى لأي خطة إنمائية؛ منها تُبنى الطرق وتُصان المدارس وتُنار الشوارع وتُخلق فرص العمل. لهذا، فإن المشاركة في هذا الاستحقاق تمثل *واجبًا وطنيًا* و *فعلًا مسؤولًا* يعكس إرادة التغيير.
رغم الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها عكّار من حيث الأرض والطاقات البشرية، إلا أن السياسات المركزية حرمتها من أبسط مقوّمات التنمية. غير أن السنوات الأخيرة شهدت بروز دينامية جديدة على مستوى الوعي الشعبي والمبادرات الفردية والجماعية، وسط *تفاعل نيابي وشعبي متنامٍ* للدفع نحو تعزيز اللامركزية وتوسيع دور البلديات.
من بين الأصوات التي واكبت هذا التحول، برز النائب *وليد البعريني* في تكتل الإعتدال الوطني كداعم بارز للعمل البلدي، مؤمن بدور البلديات كمدخل أساس للتنمية المستدامة. وقد حرص على أن يكون قريبًا من الناس، داعمًا لكل مبادرة محلية، ساعيًا إلى *تعزيز التعاون بين الأهالي والسلطات المحلية*، بعيدًا عن منطق المحسوبيات.

إن دعم البعريني للانتخابات البلدية لا يأتي في سياق شخصي أو سياسي، بل يُفهم ضمن *رؤية وطنية شاملة* تؤمن بأن النهوض يبدأ من البلدة، وبأن *المواطن يجب أن يكون شريكًا في القرار لا مجرّد متلقٍ له*.
لذلك، فإن دعوته للمشاركة الفاعلة هي دعوة إلى *تحمّل المسؤولية الجماعية*، للخروج من حالة الانتظار إلى المبادرة، ومن التهميش إلى الفعل.
عكّار، اليوم، بحاجة إلى *مجالس بلدية كفوءة، شفافة، وأمينة على هموم الناس*. بحاجة إلى وجوه جديدة تجمع بين الخبرة والحيوية، وتضع نصب أعينها المصلحة العامة فقط. أما المقاطعة أو اللامبالاة، فلن تزيد الواقع إلا سوءًا.
فلتكن هذه الانتخابات *انطلاقة جديدة لبناء عكّار كما نريدها*: منمّاة، عادلة، حاضنة لأبنائها، وشريكًا فاعلًا في نهوض لبنان.